أهلا وسهلا بك فى موقع (زواج الامارات | zwaj-uae.com) أول موقع وتطبيق متخصص لزواج الاماراتيين، والمقيمين بالامارات فقط. والذي يتيح من خلاله الزواج والتوفيق بين رأسين فى الحلال فى جو من الخصوصية فى ظل آداب ديننا الحنيف. سائلين المولى عز وجل التوفيق للجميع...
مقالات الأعضاء
|
|
عدد الزيارات: 124 |
|
التفاصيل |
المثالية الحالمة.. والمثالية الحالمة التي نقصدها هي: عدم الاقتصار على مهمّات الشيء وضرورياته، وعدم تنـزيله على واقع الحياة، فتجد أن بعض النساء رسمت لها خطاً معيناً لا تريد أن تتجاوزه على أي حال، ووضعت شروطاً خاصة في ذهنها، وكيفية معينة للزوج الذي تحلم به، لا ترضى أن تتنازل عن شيء منه، فهي تريد أن تتحقق بالرجل الذي يتقدم لطلب الزواج منها كل صفات الكمال الحسنة بمقياسها. وهذا يختلف من امرأة إلى أخرى فبعضهن تحلم بالمنصب المرموق، والشهرة والمكانة العالية بين رجال المجتمع، وبعضهن تشترط الثقافة العالية، وبعضهن تشترط الوسامة.. أو غير ذلك، إلى آخر تلك الشروط التي لا نهاية له، مع أن بعضهن لا يحملن تلك الصفات التي يشترطنها أصلاً. ومما يزيد الأمر سوءاً إذا كانت هذه المرأة من صاحبات المؤهلات السابقة، فإن هذا الأمر يؤدي بها إلى أنها لا تقبل من هو أدنى مستوى منها، بل ولعل بعضهن يخالجها الظن أنها متى دامت حققت مكانة عالية فإن لها حينئذ أن تختار الرجل المؤهل للفوز به وفي أي وقت شاءت، فتستمر برفض الرجل تلو الآخر وتظن أن العدد سيزداد، فتستمر في موقفها أملاً أن يأتي الذي تريد، أو ما تسميه بعضهن بـ(فارس الأحلام)، ولا تدري هذه المسكينة لعل فارس الأحلام يتعثر فرسه، فتستيقظ من سباتها العميق وتصحو من حلمها الطويل، فتصطدم بأرض الواقع، فتجد أن قطار العمر قد فات، وبقيت هي محطة خاوية تسترجع الذكريات، وتنتابها المخاوف من الغد المجهول. تقول (س. ل) تحكي عن نفسها: "قالوا إنني عبقرية، فمنذ طفولتي اكتشف أساتذتي نبوغي، وبكل الاهتمام أحاطوني، ومثلهم فعل أهلي، أطربتني كلمات المديح والثناء فأدمنتها، وبمرور الوقت صارت تلك الكلمات نفسها سياطاً تلهبني، وتحثني على بذل المزيد من الجهد لكي أجد مكاناً على التي لا يصل إليها إلا القليل من الناس، وعندما تربعت على القمة أخيراً وجاء موعد تحقيق الحلم بالزواج لم أستطع أن أقبل إلا شخصاً يجلس على القمة مثلي، ذكي وناجح مثلي، عبقري مثلي، لأنني لا يمكن أن أعترف بزوج أقل من قدراتي وأقل من نجاحي، فالمأساة ستكون في تلك الحالة أنني سأتحول إلى رجل يتحمل كل المسؤولية فأنسى أنوثتي، أو ـ وهو الأسوأ ـ أن أتخلى عن نجاحي وقمتي لأصبح زوجة لرجل ليست له قدراتي، وعندها يكون فشلنا معاً هو الأمر الأكيد. سِنِّي تجاوز الثلاثين بشهور، بدأ يتسرب القلق إلى نفسي، لم يعد أحد يطرق بابي للزواج، راجعت نفسي وراجعت أسماء من تقدموا لي، وعرفت أن الكثير منهم قد وجد من هن أفضل مني. ندمت.. وتخلّيت عن فكرة كامل الأوصاف، ولكني ما زلت أنتظر طرقات على بابي.." اهـ. هذه ضحية من آلاف الضحايا اللاتي خدعن أنفسهن بهذه المثالية الحالمة، فقد كانت بالأمس يتزاحم الخطاب على بابها، وهي اليوم مطرقة سمعها تنتظر أن يطرق خطيب بابها الذي مَلَّ الصمت، ولو كان لا يحمل (صفات فارس الأحلام)، لعله ينتشلها من المخاوف والهموم التي عشعشت في سويداء قلبها. فهي وعلى الرغم من أنها دخلت في السن الحرجة فقد انتبهت أخيراً على مضي عمرها وتفلّته من بين يديه، فأرادت أن تستدرك البقية. ولكن المصيبة بمن خيّمت الغفلة على عقلها وعينيها فلم تعد تميز ولا ترى.. ولم تعتبر بمن مضى، وهذه أمثلة على هذا النوع.. تقول (س. م): "رغم أنني على أبواب الأربعين ولكن ما زلت أطلب أن يكون زوجي إنساناً محترماً، ومستواه المادي فوق المتوسط، ويحمل شهادة عالية. ولكن حقيقة أنني بعد هذا العمر أشعر حينما يزورنا أخواتي مع أزواجهن وأبنائهن عند خروجهم، أشعر بحزن شديد، وبرغبة أن أكون مثلهن أزور أهلي وأخرج مع زوجي وأبنائي..." اهـ. وتقول (ل. م): "الآن وأنا أخطو نحو الثلاثين وفرصة زواجي ضئيلة إلا أنني لم أتنازل عن شرطي في أن يكون الزوج الذي يتقدم لي "غنياً"، فهذا أهم شيء لأنني معتادة على مستوى معيشي معّين، وأفضل أن أعيش بأفضل مما أنا فيه، ولكن الحقيقة التي لا أستطيع أن أخفيها أنني عصبية وحساسة جداً من ناحية هذا الموضوع، وأتمنى أن أتزوج اليوم قبل غد، وكلما شاهدت أخواتي وأزواجهن أزداد حسرة..." اهـ. وتقول إحداهن: "ولأنني محظوظة فلم يقف عطاء الله لي عند هذا الحد، بل أنبتني وسط عائلة ثرية عريقة، وزادني بالعقل الراجح، العقل الذي مكنني من إنهاء دراستي بكلية الطب بتفوق، وما دمت هكذا فمن حقي اختيار العريس المناسب، سعيد الحظ الذي سيفوز بكل هذا.. طابور طويل من راغبي الزواج يزداد طولاً يوماً وراء يوم يرضي غروري، ويخيفني عندما تردد أمي قولها المأثور: (من كثر خطّابها بارت)، ولكني لم أتنازل، ولن أبالي بتساقط الأيام حولي، ولا بعمري الذي تجاوز حدود المسموح، فربما وجدت في آخر الطابور فارس أحلامي الذي تداعب صورته خيالي ويستحقني" اهـ. ونحن نقول لها ولمن تشبه حالتها: لربما وجدت الذي تريد، أو يكون حالها كحال سابقاتها ممن تهافتت أعمارهن، وتحطمت آمالهن فوق صخور الواقع بسبب المثالية الحالمة والبحث عن فارس الأحلام..!
|
الطلبات الماسية